التعلم بالممارسة

موضوع: التعلم بالممارسة السبت مايو 31, 2008 7:43 am

التعلم بالممارسة

ما هو التعلم بالممارسة؟

التعلم بالممارسة يعني تنمية الفرد كمحصلة للخبرات العملية، والتي هي، فوق كل شيء، معلم فعال ومؤثر للغاية.

والتعلم بالممارسة:

- يعكس الأسلوب الكشفي الفعال في التربية. وبعبارة أخرى، معاونة الشباب من خلال إتاحة الفرصة لهم لاكتساب الخبرات العملية، وهو عكس الاستماع السلبي لمحاضرة أو مشاهدة بيان عملي.

- هو الأسلوب الذي يكتسب الشباب من خلاله المعارف والمهارات والاتجاهات السلوكية في كل مجال من مجالات النمو، وبذا فإنهم يتقدمون نحو تحقيق أهدافهم التربوية. وعلى ذلك فإن التعلم بالممارسة لا يقتصر على مجرد الأداء من حيث تعلم المهارات العملية واليدوية فقط، فمثلاً تعليم الفتى معنى المسؤولية من خلال توليها.

- يعكس الأسلوب العملي للكشفية في التربية والذي يقوم على أساس التعلم من خلال إتاحة الفرص لاكتساب الخبرات الناتجة من خلال ممارسة الفرد لهواياته واهتماماته والتعامل مع مواقف الحياة اليومية, وبعبارة أخرى، فإن الكشافين لا يكتسبون المهارات والمعارف والاتجاهات السلوكية في صور مجردة منفصلة عن الواقع، ففي الكشفية لا يتعلم الشباب الخياطة من أجل معرفة الخياطة ولكن لأنهم مثلاً يريدون تمثيل مسرحية وصنع ملابس التمثيل بأنفسهم. وكمثال آخر، لا يتعلم الكشافين مثلاً أساليب فض النزاعات عن طريق أحد الأنشطة المعدة خصيصاً لهذا الغرض، ولكن من خلال المجرى الطبيعي لتصفية أوجه الخلاف الناشئ في المجموعة (بأسلوب يتفق مع القانون الكشفي!).

ما المقصود منه؟

التعلم بالممارسة هو وسيلة لمعاونة الشباب على النمو في جميع المجالات وذلك باستخراج ما هو جدير بالاهتمام الشخصي من الأشياء التي يعايشونها.

كيف يعمل؟

كشباب لديهم الميل الطبيعي للإثارة والتحدي والمغامرة، فإن الكشفية توجه طاقاتهم وتمدهم بالبيئة التعليمية الثرية التي تشجعهم على الاستكشاف والتجربة والاكتشاف وبالتالي النمو. فالتعلم بالممارسة يشجع الشباب على المشاركة الفعالة في أي شيء يؤثر فيهم ويساعدهم على اكتشاف كافة إمكانياتهم واستغلالها استغلالاً بناء. وأن يصبحوا مسؤولين عن حياتهم الشخصية وأعضاء فاعلين، لا متفرجين، في المجتمع.

والقوة الدافعة للخبرات التربوية هي تلك الأنشطة التي يشارك فيها الشباب.

وبعبارة أخرى، إن التعلم بالممارسة هو مزيج مركب من قواعد السلوكيات والصعوبات ولذة تحمل المسؤوليات، وحالات السرور والاضطراب التي تعتري العلاقات التي تنمو مع الأقران والراشدين، ووضع الأهداف الشخصية والجماعية والعمل الدؤوب على تحقيقها، الخ.. كل ذلك يدخل في نسيج محكم في إطار أنشطة متطورة تتحدى القدرات يجدها الشباب مثيرة ونافعة وتسهم في التنمية الشاملة والمتوازنة للشخصية.

وكلما نما الشباب من خلال متسع متنوع من الخبرات الجديدة والنافعة تصبح في متناول اليد.

ما هي بعض الاعتبارات التي يجب مراعاتها لتطبيق التعلم بالممارسة عند وضع البرنامج؟

حتى يمكن مساعدة الشباب على النمو من خلال استخراج ما هو ذو أهمية شخصية مما يمارسونه من الخبرات. فإن على الكشفية أن توفر لهم الفرص لممارسة الخبرات النافعة.

ومن أساليب الوقوف على مدى تطبيق التعلم بالممارسة والاستفادة منه إلى أقصى درجة، دراسة الأهداف التربوية للمرحلة السنية ككل (المهارات والمعارف والاتجاهات في كل مجال من مجالات النمو)، والوقوف على مدى إتاحة الفرص للفتيان للتقدم نحو تحقيق الأهداف من خلال توفير الخبرات العملية للأداء والممارسة، فمثلاً:

*إذا ما كان هناك هدف يتعلق مثلاً بتنمية الإحساس بالنفع المتبادل مع الآخرين فإنه يمكن بحث:

- ما إذا كانت الطريقة التي يعمل بها الشباب معاً خلال أنشطتهم تتيح لهم بالفعل فرصاً للمساهمة في تنمية مواهبهم، وتولي المسؤوليات النافعة والاستفادة من ثمار التعاون المتبادل.. الخ.

- إذا كان هناك قدر من التقدم الملموس في نوع العلاقة التي يقيمها الشباب مع الأهالي في البيئة المحيطة ومن ثم تقوية هذا الإحساس بالنفع المتبادل.

* إن تقييم التعلم بالممارسة من منظور الأهداف التربوية يمكن أن يساعد عند الحاجة إلى معاونة الشباب على مواجهة المشكلات التي من المحتمل مصادفتهم لها، وقد تؤثر عليهم مستقبلاً مثل البطالة والإدمان .. الخ. وإن أول رد فعل تقوم به الجمعيات إزاء ذلك هو تقديم المعلومات ووضع الأنشطة الجذابة لمساعدة الشباب على التعرف على طبيعة المشكلة.

وفي الوقت ذاته يمكن للكشفية أن تفعل الكثير لمساعدة الشباب على التفاعل المؤثر. فمثلاً كيف يمكن مساعدة الشباب لانتهاج أسلوب إيجابي في الحياة، والتأقلم السريع على المستجدات الطارئة، واستغلال المصادر المتاحة بطرق غير تقليدية، وأخذ المبادرات، وإقامة علاقة إيجابية معا الآخرين.. الخ

ما هي الاعتبارات التي يجب مراعاتها لتطبيق التعلم بالممارسة عند تقديم البرنامج؟

لابد أن يتوفر للقادة الراشدين تفهم كامل للطريقة الكشفية والتنظيم العملي للمجموعة في المساهمة في تنمية الشباب وكيف يؤثر الأسلوب المتبع في الخبرة التربوية التي يكتسبها الشباب من الأنشطة التي يشاركون فيها. إن ذلك من شأنه مع الإعداد الجيد أن يمكن القائد من استغلال ميزة التنوع في الفرص التي قد تتاح في المجتمع المحلي، والاستفادة من أفكار الشباب لما يريدون عمله والاحتياجات الخاصة التي يشار إليها.. الخ، مما لا يمكن إجراؤه وبحثه على المستوى الوطني، لتزويد الشباب بخبرات تربوية مفيدة ذات صلة مباشرة وحقيقية ببعض الشباب في وقت معين.

ما هي الاعتبارات التي يجب مراعاتها لتطبيق التعلم بالممارسة عند تنفيذ البرنامج؟

إن التعلم بالممارسة هو تشجيع الشباب على تجربة ألأشياء أولاً ثم استخراج النتائج مما عايشوه بعد ذلك، ومن الناحية العملية فإن هناك اعتبارات بالنسبة للقائد:

- ليس من الضروري أن يقوم القائد بشرح الهدف التربوي للنشاط، وذلك ليس لأن الشرح بعيداً عن اهتمام الشباب فحسب، بل لأنه يحد من انطلاقهم مما يجعل خبرتهم محدودة إلى درجة أن ما قد يتصورونه ويتخيلونه هو شيئا متوقعاً منهم.

- ومن ناحية أخرى فإن التعليق الشفوي على مشاعرهم وردود أفعالهم .. الخ فيما بعد يساعدهم على استيعاب الخبرات واستخراج النتائج. إن لحظة من لحظات الهدوء عقب أي اجتماع أو مخيم يمكن استغلالها لتقييم أي نشاط بصفة عامة.. كما تشجع الشباب على التعبير عن ذاتهم، إذ أنهم قد يستوعبون الخبرات بمنظورات شتى، ولعلهم يشعرون حقاً أن ما اكتسبوه من هذه الخبرة يعد لا شيء بالنظر إلى ما كان النشاط يقصده في الأساس.

إن هدف القائد هنا هو ليس الإصرار على ما كان "المفروض" أن يتعلموه، بل هو فقط مصاحبتهم في الاستيعاب الداخلي لذواتهم، ويجب أن يكون المناخ إيجابياً وبناء وذلك لمساعدة الشباب على عدم الخوف من الحديث. وعند الضرورة، يمكن الاستعانة بقانون وقواعد السلوكيات لمساعدة الشباب على استعراض ما تعلموه من خبرات أو مجرد تذكيرهم بأنه يحق لكل فرد التعبير عن ذاته ورأيه، وإذا كانت لديه شكوى فليفصح عنها وليصف المشكلة دون مهاجمة أي فرد بصورة شخصية.

- في الوقت الذي يشعر القائد تدريجياً بالراحة من استغلال أي من الفرص المتاحة لابتكار خبرات تربوية، فإن الأنشطة ينبغي أن تحترم دائماً المبادئ الكشفية: يجب أن تكون كافة الأنشطة وكذلك الأساليب التي تدار بها بناءة وليست هدامة لأي فرد وأي شيء ..الخ.

- هناك بعض القرارات الصعبة التي تواجه القائد، ومنها: إلى أي مدى يتاح للشاب أن يجرب أو يرتكب أخطاء قبل أن يتدخل القائد؟

فبينما يجب أن يضع القائد نصب عينيه دائماً إنجاح النشاط، إلا أن نجاح النشاط وفاعليته لا يمكن أن يأتي على حساب خبراته التعليمية. إن ارتكاب الأخطاء هو جزء لا يمكن تجنبه في العملية التعليمية، بيد أنه من خلال تجربة الخطأ فإنه يمكن للشاب أن يتفهم بصورة أفضل ماذا وكيف ولم تم الخطأ، وربما يمكن أداء الأشياء بصورة مختلفة في المرات القادمة.

الله الله الله عليك اخي عزيز

طرح في غاية الروعة والافادة

نعم لقد صدقت التعلم بالممارسة يعني تنمية الفرد كمحصلة للخبرات العملية، والتي هي، فوق كل شيء، معلم فعال ومؤثر للغاية.

تقبل مروري وتخياتي الخالصة

لك مني كل التقدير والاحترام

بالتوفيق ان شاء الله

بسم الله الرحمان الرحيم

وكلمة الله هيا العليا

هذا من دواعي سرورنا أخي القائد البكاوي

أن ننشر المواضيع الكشفية وذلك لتبادل المعلومات والخبرات بين مختلف الفروع والجهات

وسلام أتمنى أن تعم الفائدة

تحيات القائد عزيز الوصيف